1-ذات القبعة الحمراء:
ذات مرة كان هناك فتاة صغيرة ترتدي دوماً قبعةً صغيرةً حمراء، ولذلك لم يكن أحد يعرف لها اسماًإلا "ذات القبعة الحمراء".
وفي يومٍ من الأيام أرسلتها أمها بالفطائر والعصير إلى جدتها المريضة التي كانت تعيش على أطراف الغابة، وفي الطريق قابلها الذئب، ولكن ذات القبعة الحمراء لم تكن تعرف ُخبث ومكر هذا الحيوان، ولذلك لم تخف منه، وحكت له عن جدتها المريضة ، فأشار عليها أن تذهب إلى الغابة و تقطف من هناك بعض الزهور الجميلة من أجل جدتها المريضة، ففعلت ذات القبعة الحمرء ذلك،
و لكن الذئب الشرير توجه مباشرةً إلى بيت الجدة والتهمها، ولبس ملابسها ، و وضع قلنسوتها (طاقيتها) على رأس، ونام في سريرها، و أغلق الستائر.
ولما وصلت ذات القبعة الحمراء إلى بيت الجدة تعجبت أن الباب مفتوح، وأن الجدة لم تقل لها صباح الخير بلطفٍ كالمعتاد، ثم توجهت إلى السرير، وفتحت الستائر، حيث ترقد هنا الجدة مسدلةً القلنسوة على وجهها بشدة، وبدا شكلها غريباً جداً، ودار بينهما الحوار التالي:
"- جدتي ، ماذا حدث لك؟ وما أعجب أذنك الكبيرة هذه؟!
- حتى أستطيع أن أسمعك جيداً يا ُبنيتى.
- وما أعجب عينيك الكبيرتين؟!
- حتى أستطيع أن أراك جيداً.
- جدتي، ما أغرب يديك الكبيرتين؟!
- حتى أستطيع أن أمسك بك بقوةٍ.
- ولكن يا جدتي، وما لفمك الكبير المخيف هذا؟!
- حتى أستطيع أن ألتهمك."
ولم يكد الذئب يتم كلامه هذا حتى قفز من السرير، وانقضّ على ذات القبعة الحمراء المسكينة، و التهمها هي الأخرى ، ثم رقد في السرير مرةً أخرى، ونام.
وبعد قليل مر صيادٌ، و أراد أن يرى كيف حال الجدة، فدخل الحجرة ،و لما اقترب من السرير وجد الذئب راقد فيه، وهو ممتلىء البطن، وفي نومٍ عميقٍ ، فأخذ مقصاً ، وبدأ يقص بطن الذئب، وبمجرد أن فتح بطنه خرجت ذات القبعة الحمراء و كذلك الجدة وهما لايزالا على قيد الحياة، و بسرعةٍ شديدةٍ أحضروا بععض الأحجار، وملأوا بها بطن الذئب، ثم خيطوا بطنه مرةً أخرى.
ولما استيقظ الذئب أراد أن ينهض من السرير ويقفز كالمعتاد، ولكن الأحجار كانت ثقيلةً جداً لدرجة أنه سقط في الحال و مات.
وعندئذٍ فرح الثلاثة جميعاً بموت الذئب الشرير، وأكلوا الفطائر معاً وشربوا العصير، وتوتة توتة فرغت الحدوتة. الأخوان جريم.
2-الفلاح والملاح:
كان هناك فلاحٌ لا تعجبه شجاعة البحارة والملاحين، بل و كان يعتبرها حماقة وليست من الشجاعة في شىء، فهم يئتمنون خشباً ضعيفاً على أجسامهم ونفوسهم، وغالباً ما يفقدون كل شىء إذا اصطدمت سفنهم بصخور البحر القوية، ولذلك سأل ملاحاً أين مات أبوه، فقال الملاح: " في البحر." ، فسأل الفلاح ثانيةً: " وأين مات جدك وأبوه؟" فقال الملاح: "في البحر أيضاً." فرد عليه الفلاح مستنكراً: "أفي البحر أيضاً؟! وكيف تستطيع أنت الأخر أن تكون أحمقاً إلى مثل هذا الحد، وتسلم نفسك للبحر الذي أخذ أباك وجدك وجد جدك؟!" فقال الملاح: " وأنت ، أين مات أبوك وجدك؟" فرد الفلاح قائلاً: "على السرير." فقال الملاح: "ولم تكون أحمقاً إلى هذا الحد حتى أنك تنام كل ليلةٍ على السرير، الذي مات عليه أبوك وجدك ؟! اسمع أيها الفلاح: لايهم أين يموت الإنسان، المهم أن يموت على طاعة الله." أبراهم أسانتا كلارا.
3-العصافير:
ذات مرة تم ترميم بناء قديم كان به شقوقٌ وفجواتٌ كثيرةٌ ةوفر العديد من الأعشاش للعصافير، و لما ظهر البناء في رونقه الجديد عادت العصافير لتبحث عن مساكنها القديمة،ولكنها لم تجدها ، بل وجدت كل الشقوق والفجوات ُمغلقةً بمواد البناء، فصرخت العصافير قائلةً: " ما الفائدة الأن من هذا البناء الضخم يا ُترى؟!تعالوا ، واتركواهذا التل من الأحجار العديمة النفع. جوتفريد إفريم ليسنج .
4- الضفدع والفأر:
كان هناك فأرٌ يريد أن يعبر نهراً، ولكنه لم يكن يجيد السباحة، فذهب إلى ضفدعٍ، و طلب منه أن ينصحه ويساعده، ولكن الضفدع كان خبيثاً وشريراً، فقال للفأر:"اربط رجلك برجلي، وسأسبح بك هكذا حتىأعبر بك النهر."
فاتفقا على ذلك، ولما أصبح في داخل الماء غطس الضفدع تحت الماء، وأراد بذلك أن ُيغرق الفأر،
وبينما كان الفأر يبذل كل جهده ويكافح من أجل إنقاذ حياته كان طائر الرُخّ يطير نحوهما، فأمسك الطائرُ بالفأر وأخرجه من الماء، وشد معه أيضاً الضفدع المربوط مع الفأر، ثم التهمهما معاً|. مارتن لوتر.
5-الفلاح و الشيطان:
في يومٍ من الأيام كان هناك فلاحٌ يعمل في حقله، وبعد ذلك أراد أن يعودَ إلى بيته حيث كانت الشمس قد غربت، و عندئذ لاحظ وجود كوماً من الفحم المشتعل في منتصف الفحم ، فتوجه إليه وهو متعجبٌ جداً، فوجد شيطاناً أسوداً وقصيراً جالساً على وهج نار الفحم، فسأله الفلاح قائلاً : " يبدو هكذا أنك جالسٌ على كنز؟"
فأجاب الشيطان : "نعم، أجلس على كنز أكثره من الذهب والفضة لم ترَ مثله في حياتك من قبل."
فقال الفلاح : " ولكن هذا الكنز موجودٌ في حقلي، وعلى ذلك فهو من حقي."
فقال الشيطان : " إذن سيكون من نصيبك على أن تعطينى لمدة عامين نصف المحصول الذي ينتجه حقلك، فأنا لدي من المال ما يكفيني ، ولكني أشتهي أن آكل من ثمار الأرض."
فوافق الفلاح على ذلك ، وقال له: " وحتى لا ينشأ بيني و بينك خلافٌ عند التقسيم فإن لك ما فوق سطح الأرض، ولي ما تحت سطح الأرض." فحاز هذا الأقتراح على إعجاب الشيطان؛ وكان الفلاح الذكي قد زرع بطاطس.
ولما حان وقت الحصاد جاء الشيطان، وأرد أن يأخذ نصيبه من المحصول، ولكنه لم يجد شيئاً سوى أوراق بينةٌ صفراءٌ ، أما الفلاح فكان يحفر في الأرض بسعادةٍ بالغةٍ ليسخرج نصيبه من محصول البطاطس.
فقال الشيطان : " لقد أخذت الفائدة والمنفعة كلها من المحصول في هذه المرة، ولكن ذلك لن يكون أبداً في المرة القادمة، بل سيكون لك ما فوق الأرض ، و لي ما تحت الأرض."
فقال الشيطان: " و هذا أيضاً في مصلحتي."
فلما جاء الربيع لم يزرع الفلاح بطاطس مرةً أخرى، بل زرع قمحاً.
وبعد ذلك نضج المحصول ؛ فذهب الفلاح إلى الحقل ، و جنى سنابل القمح حتى سطح الأرض، وترك الجذور في مكانها تحت سطح الأرض، فلما جاء الشيطان لم يجد شيئاً سوى الجذور، فغضب ورجع إلى جهنم غاضباً.
فضحك الفلاح ، وقال: " هذا ما يجب أن يكون في مثل هذه الظروف و الأحوال." ثم ذهب و استخرج الكنز.
الأخوان جريم
6- القصر:
ذات مرة بنى أحد الملوك واحداً من أكبر وأفخم القصور، وذو عددٍ لا ُيعد ولا ُيحصى من الحجرات، ولكنه لم يكن لهذا القصر إلا بوابةٌ واحدةٌ مفتوحة، ولما كان البناء قد انتهى ، اعلن أنه على جميع الامراء الحضور أمام الملك ، الذي كان يجلس على عرشه في أخر حجرةٍ من حجرات القصر، ولكنهم لما دخلوا القصر، رأوا: أن كل الأبواب مفتوحةً على كل الجهات، ومن هذه الأبواب المفتوحة تقود بعض الممرات المتعرجة إلى أماكنٍ بعيدةٍ جداً، ثم تنتهي هذه الممرات إلى الأبواب مرة أخرى، ولا توجد نهاية أو هدف تلوح أمام عيونهم الحائرة، وعندئذٍ جاء ابن الملك ، فرأى أن كل التيه مجرد سراب، واستطاع أن يرى والده وهو جالس أمامه فى البهو.